الجمعة، 27 سبتمبر 2013

إنتاجنا ومبدأ باريتو


إنتاجنا ومبدأ باريتو

استطاع العالم الإيطالي باريتو، باكتشافه الرائع، أن يغير من مجرى الحياة الاقتصادية في مطلع القرن المنصرم، ومكن الشركات الكبرى من مضاعفة أرباحها عندما اكتشف عام 1906 م أن 20 في المائة من الأفراد يستحوذون على 80 في المائة من الثروة، وهو اكتشاف ثبت فيما بعد أنه لا ينطبق على الثروة فقط، جاء من بعده خبير الجودة الأمريكي جوزيف جوران الذي كان يعمل في اليابان في مطلع عصر النهضة الصناعية لينفض الغبار، بالتعاون مع زميل أمريكي آخر اسمه ديمنغ، عن هذا الاكتشاف ويوسع من دائرة تطبيقاته، وهو ما تبلور في قانون 20 ــ 80 في المائة، أو ما اصطلح على تسميته بقانون باريتو.
لو استدعينا هذا القانون في بلادنا لاكتشفنا أننا أكثر خلق الله حاجة إلى تطبيقاته المعاصرة.
80 في المائة في مجال القوى العاملة تعتبر كثرة غير فاعلة، ولدى هذه الكثرة 80 في المائة من الأداء غير الفاعل، مقابل 20 في المائة على الضفة الأخرى من المعادلة.
طبقا لهذا المبدأ الذي يدرس في الجامعات، تقوم الدول والشركات بانتقاء الـ20 في المائة من أصحاب الأداء المتميز ليناط بهم تحفيز بقية الـ 80 في المائة.
لكن الكارثة هنا عندما يكون الـ20 في المائة ليسوا أحسن حالا من الـ 80 في المائة، نسبة إلى سوء الاختيار وغياب المعايير.
اليوم، أكثر تطبيقات هذا القانون تداولا في علم الإدارة هو ما تبلور في الاكتشاف المثير، وهو أن نسبة 20 في المائة من الجهود هي التي نبلغ بها نسبة الـ 80 في المائة من هذه النتائج.
بمعنى أن 80 في المائة من هذه الجهود تذهب سدى، ولا يدرك هذه الحقيقة سوى 20 في المائة فقط.
نقلا عن جريدة عكاظ