الجمعة، 27 سبتمبر 2013

واشنطن: 2017 عام الاستغناء عن البترول أم التحالفات؟



واشنطن: 2017 عام الاستغناء عن البترول أم التحالفات؟

د. مطلق سعود المطيري
    قبل عام تقريبا صرح الرئيس الامريكي ان عام 2017 سوف تستغني بلاده عن بترول الشرق الاوسط، بسبب اكتفاء بلاده ذاتيا من هذه السلعة الاستراتيجية، وعندها تزاحمت اسئلة كثيرة عن مصير تجارة البترول ومشتقاته، وتصدى للاجابة خبراء بترول واقتصاد من الشرق والغرب بعضهم يرى ان تصريح سيادة الرئيس لا يستند على حقائق اقتصادية ولا انتاجية، فهو في نظرهم تصريح فارغ من المعنى، والبعض الآخر رأى في التصريح حيلة مستورد اراد منها كبح الزيادة التصاعدية السريعة في اسعار البترول.. هذا قبل عام، أما اليوم قد يفسر ذاك التصريح على قاعدة خطوط الرئيس اوباما الحمراء يرسمها بوضوح ثم يعود ليلتهمها من جديد وكأنها لم ترسم، على الرغم من ان خطوطه الحمراء تسببت بمآسٍ انسانية فظيعة فالشعب السوري الثائر جعل منها حواجز مقدسة واحتمى بها من سلاح الاسد المحرم دوليا "الكيماوي" وبين عشية وضحاها شاهد خطوط اوباما الحمراء تجز رقاب ابنائه بدلا من حمايتها.
هل واشنطن سوف تستغني عن بترول الشرق الاوسط مثلما زعم رئيسها؟ إن كان الأمر صحيحا فالخير بالصدق الواضح، وإن كانت الإجابة مثلما رأى الخبراء فالكلام الفارغ قد يكون فارغا في معناه ولكنه صادق في مغزاه، والمغزى هو البحث في معنى حقيقة الاستغناء عن البترول، هل هو استغناء عن ممرات وطرق وعلاقات وصداقات وتحالفات كان البترول يمر عبرها، بالتأكيد الاستغناء لا يعني شيئا آخر غير ذلك! ولكن هل تستطيع واشنطن ان تستغني عن الشرق الاوسط وبالتحديد دول الخليج؟ الإجابة بكل وضوح لا، إلا اذا عملت واشنطن على صناعة منتج الاستغناء، فالخليج شريك استثماري استراتيجي للولايات المتحدة وفي اكثر من مجال وصناعة البترول مجال ضمن مجالات عديدة، فائدة الطرفين تحسب بتوافق بعيد المدى لكليهما، إذن كيف تصنع منتج الاستغناء؟ واشنطن هي التي تملك الخلطة السحرية للديمقراطية، وعرفت جيدا كيف تستخدمها فقد استخدمتها في العراق ونجحت وجعلت الشعب العراقي يذبح باسم الديمقراطية، ويطلب الحرية للأموات، إلا ان اصبحت العراق أرضا تتصارع عليها المذاهب والطوائف، وليست بلدا واحدا مثلما كان في زمن الديكتاتوريات..
صناعة الاستغناء تقوم على ضرب العلاقة بين الشعب وشرعيته السياسية، وان حصل الانقسام بحث كل طرف من اطراف اللعبة عن مصالحه، وعندها يكون الجميع بحاجة لذخيرة العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن، وبهذا تكسب واشنطن شرعية الاستثمارات وتترك شرعية الفوضى لأبناء المنطقة، من هنا أشعر بالريبة من عام 2017، هل هو بداية عهد جديد في العلاقات الإستراتيجية مع دول الخليج، أم هو عام التخلي عن العلاقات الاستراتيجية مع دول الخليج، وإن كان هناك شيء جديد الخليج موعود فيه من واشنطن، فما هو شكله، نحن نسأل عن عام 2017، وإن لم نجد اجابة اليوم، نتمنى أن لا يتم استعارة الإجابة من الأشكال الموجودة في المنطقة.
نقلا عن جريدة الرياض