الخميس، 27 مارس 2014

اوباما في الرياض..

اوباما في الرياض..

* نواف بدر المعلم












 يوم الجمعة سوف يحل رئيس الولايات المتحدة اوباما  ضيفا على الرياض في ظل تباين في المواقف مابين الرياض وواشنطن فيما يخص قضايا المنطقة، وعلى رأسها الاحداث التي تجرى في سوريا .


إذ يعتبر الرئيس الأمريكي وكما صرح بذلك أن ما يحدث في سوريا هي حرب مذهبية بين السنة والشيعة ولا دخل لامريكا بما يجري هناك،  وبذلك هي تفضل الحل الدبلوماسي. ويرى كثيرون أن اوباما فشل في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ، وخاصة في الملف الايراني ،والتي كانت تحركاته بمعزل عن الحليف الاستراتيجي في منطقة الشرق الوسط  وهي المملكة العربية السعودية وحتى الحزب الديمقراطي الذي يمثله  انتقد موقف سياسة اوباما  الصامت  من تدخل ايران في البحرين وسوريا ولبنان.


  من المعروف إن ثوابت السياسة السعودية تتسم بجملة من القيم السياسة  العريقة ، والتقاليد الدبلوماسية ، وهي من الوضوح والشفافية بحيث لا تحتاج إلى عناء وصعوبة في تفسيرها ، والتي يعرفها الجميع ولعل واحدة من أكثر القيم هي الرصانة في المواقف ، وكذلك العقلانية والتأني في اتخاذ القرار السياسي  مما انعكس على مصداقيتها في الساحة الدولية.


والسعودية  وفي هذه المرحلة تتحمل الكثير من الاعباء ،وتحاول ان يعم السلام، والاستقرار في المنطقة ، وتقف  بمفردها سدا منيعا  أمام اطماع أيران وقد عبرت عن موقفها بصراحة من النظام المجرم في دمشق بل وطالبت المجتمع الدولي أن يقوم بمسؤوليته أمام نهر الدم والدمار المتدفق في سوريا .


ويرى المحللين الامريكيين  أن بعد نظر السياسة السعودية ورؤيتها الثاقبة في المنطقة  أكثر صوابا واعترف بذلك وزير الخارجية جون كيري  لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في لقاءه الأخير في يناير الماضي" بأن امريكا تتفق مع رؤية السعودية لمصر".


و  يعلم صانع القرار في أمريكا ان السعودية وما تمثله من ثقل في منطقة الشرق الأوسط وكذلك ثقل عربي وأسلامي ودولي  وأنه من الصعب التضحية بالحليف الأوثق والأكثر قدرة على التأثير في المنطقة لمكانته ومصداقيته.وهي لا عب اساسي ومهم في قضايا الشرق الاوسط بما في ذلك  عملية السلام ، فهي صاحبة المبادرة العربية للسلام.


ويتفق الطرفان على أهمية جهود كيري لدفع عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين،وهي جهود لطالما طالبت بها السعودية .وكذلك موقف البلدين من الارهاب واستقرار المنطقة .


وأخيراً السعودية حليف استراتيجي لأمريكا منذ ستين عاما، وهي من أكثر دول 
المنطقة رصانة في مواقفها السياسة وتسعى دوما أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل، وتؤكد دوما على أن يعم السلام والأمن والطمأنينة والاستقرار في كل العالم و من مصلحة الولايات المتحدة وفي هذه المرحلة بالذات ان تتواءم مع الحليف الأوثق السعودية في كافة الملفات الساخنة التي تشهدها المنطقة.  


* صحفي
badernawaf@gmail.com