ليس إلا
هل انتهى حلم اتحاد دول الخليج؟
في الوقت الذي كان عشرات الآلاف يقفون في ميادين «كييف» عاصمة أوكرانيا معربين عن احتجاجهم على رفض الحكومة توقيع اتفاق مهم مع الاتحاد الأوروبي، ويصرون على ذهاب الحكومة باتجاه الاتحاد الأوروبي.
كانت صحف ومواقع إعلامية لدول الخليج تبشر الشعوب الخليجية بموعد إصدار العملة الخليجية الموحدة، لكن المجلس النقدي الخليجي لم يمنح شعوب الخليج الفرصة، ليكملوا حلمهم هذا، إذ قيل لهم : «لا تحلموا كثيرا، فهذه شائعة».
ثم جاء الاجتماع الذي يسبق اجتماع قادة دول المجلس المقرر إقامته اليوم الثلاثاء في الكويت والذي عادة ما يعد ويحدد القضايا التي سيناقشها ويصوت عليها القادة، لتطرح المملكة ورقة «انتقال مجلس التعاون لمرحلة أكثر تطورا، ليصبح اتحادا لدول الخليج، أو اتحادا كنفدراليا بين دول مستقلة ذات سيادة داخلية، وحكومة مركزية تقر عملة موحدة وتهتم بالشؤون الخارجية وعلاقة الاتحاد بالدول وأمن الدول». فجاء رد وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان «يوسف بن علوي» ليعلن : «نحن ضد الاتحاد ونعارض إقامة اتحاد بين دول مجلس التعاون، وفي حال قررت الدول الخمس الأخرى إقامة هذا الاتحاد فسننسحب»، ثم راح يوضح الأسباب : «عمان تاريخيا ظهرها للخليج، ومصالحها الاستراتيجية مختلفة عن باقي الدول الخليجية على مدار التاريخ، ونريد أن نظل كما نحن».
هل هذا الإعلان هو رصاصة الرحمة أطلقها «علوي» على حلم كانت الشعوب تطارده أكثر من 40 عاما ؟
يخيل لي أن البدايات أو الولادة دائما ما تكون صعبة ومؤلمة، ولا يشارك بها الجميع بسبب مخاوفهم مما هو جديد، لكنه مع الوقت والعمل لإنجاح «الاتحاد الكنفدرالي»، وجعله ينمو اقتصاديا وسياسيا ويحقق مزيدا من الأمن القومي لشعوب دول الخليج، سيجعل الدول التي لم تشارك أو انسحبت تعيد حساباتها، وتحاول الدخول لهذا الاتحاد، كما تفعل حكومة تركيا التي تحاول كثيرا مع «الاتحاد الأوروبي» بأن يقبلها عضوا معهم، أو يجعل شعوبها يضغطون على حكوماتهم للدخول بالاتحاد، كما يفعل الشعب الأوكراني الذي رأى ما الذي يحققه «اتحاد الدول».
فهل تمضي دول الخليج في إقرار «اتحاد دول الخليج» وإن لم يكتمل العقد في البدايات ؟
هذا ما أتمناه وربما ما تتمناه غالبية شعوب دول الخليج.
نقلا عن جريدة عكاظ